تمتع الطفل بالمرونة:
المرونة هي القدرة على التراجع من عدم الراحة الناتجة عن البيئة، والأطفال بطبيعتهم مرنين وكلما كانوا أصغر سناً كانوا أكثر مرونة ،لننظر إلى طفل يحاول أن يتعلم كيف يأكل أو يمشي، ستبدو مرونته واضحة .
لقد راقب الدكتور النفساني "براد شو" طفلته وهي تحاول الصعود على الكنبة في غرفة المعيشة، سقطت في المرة الأولى، وحاولت الصعود من جديد، ولم تفلح ثم ،أعادت تجربتها في الصعود خمس مرات، حتى نجحت في الجلوس على الكنبة. وأمتلئ وجهها بعلامات الفرح والسعادة بانتصارها ،ثم فوجئت بكلب ضخم دخل الغرفة فوقفت تراقبه بحذر، وبعد دقائق نزلت عن الكنبة لكي تتعرف على هذا الكائن الضخم الغريب، وعندما اقتربت منه داعبها بإن وضع يده عليها، ضايقها ذلك ووضعت يدها على أنفه.
الطفل في هذه السن لا يعرف الخوف ، كلب بهذه الضخامة ومع ذلك لمست انفه دون خوف، هذه شجاعة طفلة بكل المقاييس ،وكل الأطفال يتمتعون بهذه الشجاعة، لننظر إلى الطفل ،وهو يتعامل مع من حوله من الكبار ،هو لا يتهيب التعاون معهم لإنه لا يخاف ولا يعرف معنى الخوف ،ونستطيع أن ندرك أن هذا التصرف شجاعة ،
ويعتقد الدكتور النفساني ردولف دريكرس بإن جميع الأطفال في هذه السن يتصفون بالشجاعة وحب المغامرة، ويعتقد هذ ا الدكتور ،إن الأطفال اللذين لا يحسنوا التصرف ،هم اللذين لا يشعرون بالشجاعة، بسبب خوفهم من عنف آبائهم معهم، ولأنهم كذلك ، لذلك يلجئون إلى التحايل ،لكي يحصلوا على ما يحتاجوه، من المسؤول عن تربيتهم.
إذن المرونة ،هي ما تساعد الطفل ،على تعلم السلوك الصحيح ،فيما يواجه من مواقف، وهذه الصفة ، لا توجد لدى الحيوانات ،وهي دليل على صحة الأنسان العقلية.
وهذ المرونة ،هي نفسها التي، تمكن الأنسان من التكيف ،مع البيئة الغير صحية ،وكل التصرفات التي يقوم بها ،الطفل المجروح ، هي تصرفات متكيفة ،مع بيئته الغير صحية.
ويحتاج الطفل ،إلى أن يثق بمن يربيه ،وعندما يشعر أنه محمي ،فإن روحه الطبيعية تنمو وتتألق، وتبني شخصيته الأصلية .
اللعب الحر:
يوجد لدى الأطفال منذ الصغر إحساس طبيعي بالحرية ، وعندما يشعرون بالأمان فأنهم ينطلقون بقدر كبير من العفوية ،
هذه الحرية والعفوية ،تعتبر أساس اللعب لديهم ،والأطفال عندما يمارسون اللعب بحرية وعفوية ،أنهم يتجاوزون الروتين ، وعادة ما يفقد الأطفال ،هذا الحس الجميل بالانطلاق ،عندما يكبروا ،ويبدأوا في وصفه بالتفاهة، ويعتقد الكبار أن هذا النوع من اللعب كسل، و يكون في نظرهم من " أعمال الشيطان .
اللعب الحر ،هو أساس النشاط الممتع ،ويجب أن يكون قائماً على هذا الأساس ،وقد ينتج عن هذا النشاط ،مواهب في مختلف الألعاب ،ويصبح به أحياناً هؤلاء الشباب ،من كبار اللاعبين في الدولة ،أو في العالم .
واللعب الحر جزء من طبيعتنا كبشر، ومع ان الحيوانات تلعب ،إلا أن لعب الأطفال أوسع مخيلة.
ويقول الطبيب النفسي "أشلي مونتيغا" أن لعب الأطفال ،هو سلسلة من التخيلات ،أبعد مقدرة من كل تخيلات الكائنات الأخرى
ويقول الدكتور "مونتيكا ،أن الولايات المتحدة ،حولت هذا اللعب الحر الأصلي ،إلى لعب عدواني عنيف ،هدفه الأساسي هو الربح ،والحصول على الأموال .
أن اللعب الحقيقي هدفه الرياضة ،والتعاون مع الفريق للنجاح و المتعة ،لا اللعب بشراسة للحصول ،على أموال ضخمة أو غيرها ،
إن اللعب الحر، هو جزء من طبيعة الأنسان ،منذ الطفولة، حتى الحيوانات تلعب ،لكن لعب الأطفال أكثر تنوعاً وتعقيدا
ويقول الدكتور" آشلي مونتيجا"إن الطفل يستطيع أن يتخيل سلسلة من الألعاب قائمة على الخيال وهو يلعب وحده أو مع غيره من الأطفال ،كما أن الخيال يلعب دوراً ،في تنمية مخيلة الأطفال ،لينتج عنه مستقبلاً نجاحهم كممثلين أو مخرجين وغير ذلك من الأعمال التي تتطلب الموهبة مع العمل الجاد للوصول إلى النجاح .